إكمالًا لما بدأت الحديث فيه وهو تعاطي الإعلام مع المتدينيين ، ومحاولاتهم الواضحة للجميع من تزييف الحقائق وقلبها ونثر الشائعات التي أوصلت الناس لدرجة أنهم ظنوا للحظة ما أن المتدينيين ما هم إلا من كوكب زحل مثلا أو أن لديهم قوى خارقة للطبيعة على غرار سبايدر مان وسوبر مان !
مسلسل التعاطي الإعلامي مع المتدينيين لم يقتصر فقط على تشويه الصورة كما ذكرت ، بل أيضًا كان فيه الكثير من عدم الحيادية والمبالغة في الطرح و النقد -إن صحت تسمية ما يحدث بالنقد- ، وعدم الحيادية في الحكم على الجميع بذات القواعد -قواعدهم هم- .
وهذا في واقع الأمر ليس جديدًا على الإعلام المصري سواء كان خاصًا أو حكوميا ، فمنذ عهد النظام البائد كانت تمارس نفس المناهج الإقصائية التي تروج لا لشيء إلا ما يؤمنون به فقط .. فكم كانوا يسبحون بحمد النظام مثلا في فترة من الفترات وكم رأيناهم يطعنون في جماعة الاخوان لأن النظام يريد ذلك ! وكم وكم من الصور التي أصبحت واضحة لعوام الناس قبل مثقفيهم !
وسأضرب في مقالي هذا المثل بـ مسألة خلط الدين بالسياسة !
وليس الحديث هنا عن المصطلح وهل خلط الدين بالسياسة شيء مطلوب أم لا ، لكن الحديث عن كيف تناول الإعلام الحدث ..
فمثلًا شنع الإعلام وعلق المشانق ومحاكم التفتيش للمتدينيين بذريعة أنهم خلطوا الدين بالسياسة وتكلموا في السياسة والمساجد ! حتى طالب الكثير منهم كـ الأستاذ بلال فضل بوضع القوانين والتشريعات اللازمة لمنع ذلك مستقبلًا !!!
وعلى الجانب الآخر لم نجد من يتحدث عن الكلام السياسي من داخل أروقة الكنائس ! بل إن الإعلام نفسه هو من استخدم بعض الدعاة للحديث عن السياسة ! أليس هذا خلطًا عجيبا ..
فقد استضاف الإعلامي يسري فودة والإعلامية منى الشاذلي الشيخ أسامة القوصي للإدلاء بصوته عن مدنية الدولة وحكم تولي غير المسلم ! وليس كلامي الآن عن رأي الشيخ أسامة الذي خالف جماهير العلماء .. بل الكلام عن تلك الازدواجية المقيتة ! أليس هذا هو عين ما يعتبونه على المتدينيين !
مسلسل التعاطي الإعلامي مع المتدينيين لم يقتصر فقط على تشويه الصورة كما ذكرت ، بل أيضًا كان فيه الكثير من عدم الحيادية والمبالغة في الطرح و النقد -إن صحت تسمية ما يحدث بالنقد- ، وعدم الحيادية في الحكم على الجميع بذات القواعد -قواعدهم هم- .
وهذا في واقع الأمر ليس جديدًا على الإعلام المصري سواء كان خاصًا أو حكوميا ، فمنذ عهد النظام البائد كانت تمارس نفس المناهج الإقصائية التي تروج لا لشيء إلا ما يؤمنون به فقط .. فكم كانوا يسبحون بحمد النظام مثلا في فترة من الفترات وكم رأيناهم يطعنون في جماعة الاخوان لأن النظام يريد ذلك ! وكم وكم من الصور التي أصبحت واضحة لعوام الناس قبل مثقفيهم !
وسأضرب في مقالي هذا المثل بـ مسألة خلط الدين بالسياسة !
وليس الحديث هنا عن المصطلح وهل خلط الدين بالسياسة شيء مطلوب أم لا ، لكن الحديث عن كيف تناول الإعلام الحدث ..
فمثلًا شنع الإعلام وعلق المشانق ومحاكم التفتيش للمتدينيين بذريعة أنهم خلطوا الدين بالسياسة وتكلموا في السياسة والمساجد ! حتى طالب الكثير منهم كـ الأستاذ بلال فضل بوضع القوانين والتشريعات اللازمة لمنع ذلك مستقبلًا !!!
وعلى الجانب الآخر لم نجد من يتحدث عن الكلام السياسي من داخل أروقة الكنائس ! بل إن الإعلام نفسه هو من استخدم بعض الدعاة للحديث عن السياسة ! أليس هذا خلطًا عجيبا ..
فقد استضاف الإعلامي يسري فودة والإعلامية منى الشاذلي الشيخ أسامة القوصي للإدلاء بصوته عن مدنية الدولة وحكم تولي غير المسلم ! وليس كلامي الآن عن رأي الشيخ أسامة الذي خالف جماهير العلماء .. بل الكلام عن تلك الازدواجية المقيتة ! أليس هذا هو عين ما يعتبونه على المتدينيين !
أليس الكلام في حكم تولي النصراني للدولة هو خلط للدين بالسياسة ! أليس احتفائهم به هو عين الخلط ! والا حرام وكخ وياااي علينا حين نتحدث أما هم فلا مشكلة في أن يخلطوا كما يشاءون !
أجيبوني أنتم وخصوصا ممن كان يرى عدم خلط الدين بالسياسة !عندما آتي بشخص محسوب على التيار الديني للتنظير في مسائل السياسة أليس هذا خلطًا ! عجيب والله أمر الإعلام !!
نفس الأمر حصل مع محاضرة د.عمرو حمزاوي في كاتدرائية العباسية منذ أيام .. كانت محاضرة سياسية في مكان عبادة ! لماذا لم يتحدث الإعلام عن ذلك ، لماذا لم يطلع علينا "المثقفون" و "النشطاء" ليحدثونا عن ضرورة سن القوانين لمنع ذلك ! لماذا لم يظهر شلّة المطبلين لاستنكار ذلك .. طبعًا لم ولن يتكلم أحد ! حينما الأمر يأتي من المسلم المتدين تقوم الدنيا ولا تقعد كيف يفعل ذلك المسلم المتشدد الأصولي الارهابي الوهابي السلفي المتحجر ! أما غيره فهذا دليل على المواطنة والحرية و الفكر المستنير والسلفية العقلانية .. ألا فلتكونوا منصفين رحمكم الله !
القضية إذا ليست في خلط الدين بالسياسة بل القضية هل وافق هذا "الخلط" هواهم أم لا ! فإن وافق فلن يعلقوا عليه أبدًا وإلا فلتسمي على نفسك لأن الآلة الإعلامية لن ترحمك ! فحين قال الدعاة للناس أن اخرجوا للميدان للتتظاهروا وحين خطب الشيخ القرضاوي في جمعة الرحيل لم يقولون هذا خلط ! وحين خالف نفس الدعاة توجه البعض في الاستفتاء قالوا هذا خلط .. ههه كفاكم دجلا !
أخيرًا لا تسمحوا للإعلام الذي كان يضلل الشعب أثناء الثورة أن يضللكم الآن وزنوا الأمور بالعقل والمنطق لتعلموا أين الصواب وأين الخطأ ..
.. وللحديث بقيّة !




2 التعليقات:
جزاكم الله خير على ماكتبتموه
وننتظر البقيّه
جزاك الله خيرا , عبرت عما فى صدرى
إرسال تعليق